يُحكى أنهـ كان هـناك مجموٍَعة من الْقنافذ تِْعاني الْبرد الْشديد ؛
فاقتِْربتِْ من بعضهـا وٍَتِْلْاصقتِْ طمعاً في شيء من الْدفء؛ لْكن أشوٍَاكهـا الْمدببة آذتِْهـا،
فابتِْعدتِْ عن بعضهـا فأوٍَجعهـا الْبرد الْقارص، فاحتِْارتِْ ما بين ألْم الْشوٍَك وٍَالْتِْلْاصق،
وٍَعذاب الْبرد، وٍَوٍَجدوٍَا في الْنهـاية أن الْحلْ الْأمثلْ هـوٍَ الْتِْقارب الْمدروٍَس
بحيث يتِْحقق الْدفء وٍَالْأمان مع أقلْ قدر من الْألْم وٍَوٍَخز الْأشوٍَاك..
فاقتِْربتِْ؛ لْكنهـا لْم تِْقتِْرب الْاقتِْراب الْمؤلْم..
وٍَابتِْعدتِْ لْكنهـا لْم تِْبتِْعد الْابتِْعاد الْذي يحطّم أمنهـا وٍَراحتِْهـا.

❤_____❤____❤_____❤

وٍَهـكذا يجب أن نفعلْ في دنيا الْناس


فالْناس كالْقنافذ،
يحيط بهـم نوٍَع من الْشوٍَك غير الْمنظوٍَر،
يصيب كلْ من ينخرط معهـم بغير حساب،
وٍَيتِْفاعلْ معهـم بغير انضباط.
وٍَانظر تَِْرى كيف أن الْاختِْلْاط الْعميق مع الْناس،
يؤذي أكثر مما يُفيد، وٍَيزيد من معدلْ الْمشاحناتِْ وٍَالْمشكلْاتِْ.

❤_____❤____❤_____❤

إن الْنبيهـ من يتِْعلْم الْحكمة من الْقنافذ الْحكيمة؛
فيقتِْرب من الْآخرين اقتِْراب من يطلْب الْدفء وٍَيعطيهـ،
وٍَيكوٍَن في نفس الْوٍَقتِْ منتِْبهـاً إلْى عدم الْاقتِْراب الْشديد حتِْى لْا ينغرس شوٍَكهـم فيهـ.
بلْا شك الْوٍَاحد منا بحاجة إلْى أصدقاء حميمين يبثّهـم أفراحهـ وٍَأتِْراحهـ
يسعد بقربهـم وٍَيُفرغ في آذانهـم هـموٍَمهـ حيناً..
وٍَطموٍَحاتِْهـ وٍَأحلْامهـ حيناً آخر.

❤_____❤____❤_____❤


لْا بأس في هـذا..
في أن يكوٍَن لْك صفوٍَة من الْأصدقاء الْمقرّبين؛
لْكن بشكلْ عام، يجب -لْكي نعيش في سعادة-
أن نحذر الْاقتِْراب الْشديد
وٍَالْانخراط غير الْمدروٍَس مع الْآخرين؛
فهـذا قد يعوٍَد علْينا بآلْام وٍَهـموٍَم نحن في غنى عنهـا.

❤_____❤____❤_____❤



احذر يا صديقي أن تِْكوٍَن بوٍَابة الْقلْب بلْا مفتِْاح،
يدخلْهـا من شاء دوٍَن أن يؤدّي طقوٍَس الْصداقة، وٍَيوٍَقّع علْى شروٍَطهـا.



❤_____❤____❤_____❤


عِش في الْدنيا وٍَبينك وٍَبين سكانهـا مساحة ثابتِْة تِْتِْيح لْك أمان غَدَراتِْهـم،
وٍَسوٍَء تِْدبيرهـم. وٍَتِْذكّر دائماً أن الْناس قنافذ..
فاقتِْرب وٍَلْا تِْقتِْرب, وٍَابتِْعد دوٍَن أن تِْبتِْعد.

❤_____❤____❤_____❤