ذكرت عائشة أعزُّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، زوجته صفيَّة بنتَ حُيَىِّ بن أخطب رضي الله عنهن وقالت عنها: (إنها قصيرة)، وكان وصفاً صادقاً، لأنها فعلاً كانت قصيرة الطول، لكن المعلم الأول صلى الله عليه وسلم قال لها: {يا عائشة لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ}{1}
أى لكدَّرته وعكَّرته بعد صفوه، يريد منها ألا تعاود هذا القول، وألا تصف مسلمة بشيء تكرهه ولو كان فيها، مادام الأمر لا يستدعي ذلك شرعاً، فيتعوَّد لسانُها على العِفَّة الدائمة، عملاً بقول الله فيمن آمنوا بالله: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الحج24
ومع السيدة عائشة ما أكثر المواقف التربويَّة التي تركت ذخراً لتربية نساء الأمة من حوادث عديدة اشتهرت مثل مطالبة نساءه صلى الله عليه وسلم له بزيادة النفقة، وإعتزال رسول الله لهنَّ وتخييرهن، وفي حادثة الإفك، وقلادة الأبواء
وفي الكثير غيرها كان صلى الله عليه وسلم يربي السيدة عائشة التربية الإيمانيَّة المتكاملة، التي بلغ من كمالها أنَّ عائشة لكونها لم تلد، كان صلى الله عليه وسلم يكل إليها الكثير من شئون رعاية أسامة بن زيد وهو صغير، ويعلِّمها بنفسه كيف تعتني به وتنظِّفه وتداويه، وكذا كثيراً من شئون الأطفال والبنات اليتيمات إنها الدورات التربويَّـة النبويَّـة المتكاملة لأشد نسائه صلى الله عليه وسلم حفظاً واستيعاباً.
ولذا كانت السيدة عائشة بدورها هي موصل التربية والتعليم إلى نساء وفتيات الأمة، فتنقل لهن هذه الدروس التربوية في الشرائع والأخلاق والحياة الزوجية من إختيار الزوج وحقوقه وحقوقهن وأنهن شقائق الرجال والمشاكل الإجتماعية وزينة المرأة وتدبير البيت وتربية الأبناء وغيرها
وكانت نساء الأمة يتناوبن في الإجتماع عندها بعد خروج النبى صلى الله عليه وسلم، فتقوم بتدريسهن ما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيب أسئلتهن وما لا تعرف تعيده للمعلم الأول، وهكذا، وكانت كثيراً ما تمدحهن وتحثهن على التعلم وتقول: {نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ}{2}
فكانت حجرات أمهات المؤمنين تكاد تكون حلقات تربية وورش تهذيب لبنات ونساء وفتيات الأمة على إختلاف أعمارهن، هذا كله غير التلقِّى المباشر من الحلقات التربوية التى كان يعقدها صلى الله عليه وسلم بالمسجد للنساء والفتيات خاصة، وغير الدروس العامة اللائي كنَّ يحضرنها بالمسجد ويجلسن بآخره بعد الرجال والصبيان.
واستمرَّت السيدة عائشة من بعده صلى الله عليه وسلم على ذلك النهج التربوي إلى آخر عمرها، ومن ذلك ما يروى أنها رضي الله عنها دخل عليها نسوة من الشام فقالت لهن دون سؤال لتعليمهن: {لَعَلَّكُنَّ مِنَ الْكُورَةِ الَّتي تَدْخُلُ نِسَاؤُهَا الْحَمَّامَاتِ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، قالَتْ: أمَا إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابِهَا في غَيْرِ بَيْتِهَا إلاَّ هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله تعالى}{3}
أى لكدَّرته وعكَّرته بعد صفوه، يريد منها ألا تعاود هذا القول، وألا تصف مسلمة بشيء تكرهه ولو كان فيها، مادام الأمر لا يستدعي ذلك شرعاً، فيتعوَّد لسانُها على العِفَّة الدائمة، عملاً بقول الله فيمن آمنوا بالله: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الحج24
ومع السيدة عائشة ما أكثر المواقف التربويَّة التي تركت ذخراً لتربية نساء الأمة من حوادث عديدة اشتهرت مثل مطالبة نساءه صلى الله عليه وسلم له بزيادة النفقة، وإعتزال رسول الله لهنَّ وتخييرهن، وفي حادثة الإفك، وقلادة الأبواء
وفي الكثير غيرها كان صلى الله عليه وسلم يربي السيدة عائشة التربية الإيمانيَّة المتكاملة، التي بلغ من كمالها أنَّ عائشة لكونها لم تلد، كان صلى الله عليه وسلم يكل إليها الكثير من شئون رعاية أسامة بن زيد وهو صغير، ويعلِّمها بنفسه كيف تعتني به وتنظِّفه وتداويه، وكذا كثيراً من شئون الأطفال والبنات اليتيمات إنها الدورات التربويَّـة النبويَّـة المتكاملة لأشد نسائه صلى الله عليه وسلم حفظاً واستيعاباً.
ولذا كانت السيدة عائشة بدورها هي موصل التربية والتعليم إلى نساء وفتيات الأمة، فتنقل لهن هذه الدروس التربوية في الشرائع والأخلاق والحياة الزوجية من إختيار الزوج وحقوقه وحقوقهن وأنهن شقائق الرجال والمشاكل الإجتماعية وزينة المرأة وتدبير البيت وتربية الأبناء وغيرها
وكانت نساء الأمة يتناوبن في الإجتماع عندها بعد خروج النبى صلى الله عليه وسلم، فتقوم بتدريسهن ما علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيب أسئلتهن وما لا تعرف تعيده للمعلم الأول، وهكذا، وكانت كثيراً ما تمدحهن وتحثهن على التعلم وتقول: {نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يَمْنَعْهُنَّ الْحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ فِي الدِّينِ}{2}
فكانت حجرات أمهات المؤمنين تكاد تكون حلقات تربية وورش تهذيب لبنات ونساء وفتيات الأمة على إختلاف أعمارهن، هذا كله غير التلقِّى المباشر من الحلقات التربوية التى كان يعقدها صلى الله عليه وسلم بالمسجد للنساء والفتيات خاصة، وغير الدروس العامة اللائي كنَّ يحضرنها بالمسجد ويجلسن بآخره بعد الرجال والصبيان.
واستمرَّت السيدة عائشة من بعده صلى الله عليه وسلم على ذلك النهج التربوي إلى آخر عمرها، ومن ذلك ما يروى أنها رضي الله عنها دخل عليها نسوة من الشام فقالت لهن دون سؤال لتعليمهن: {لَعَلَّكُنَّ مِنَ الْكُورَةِ الَّتي تَدْخُلُ نِسَاؤُهَا الْحَمَّامَاتِ؟ قُلْنَ: نَعَمْ، قالَتْ: أمَا إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابِهَا في غَيْرِ بَيْتِهَا إلاَّ هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الله تعالى}{3}
{1} رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها
{2} صحيح البخاري وابن ماجه وابن خزيمة
{3} سنن أبي داوود، عن أبى المليح
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
منقول من كتاب {إصلاح الأفراد والمجتمعات فى الإسلام} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجانا}