وما شكري إلا لله
أن
الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا
اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد،،،
أحبتي إن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده المؤمنين ليظهر ما في نفوسهم من
الخير، ويرفع درجاتهم عنده، ويكفر عنهم سيئاتهم، قال تعالى (احسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ،ولقد فتنا الذين من قبلهم فلنعلمن
الذين صدقوا و لنعلمن الكاذبين)
فعندما تنزل الشدائد بالمسلم تدور عليه رحى الحرب، وكيد الأعداء، و يتجمع عليه معسكر الشر، ويكون في ذلك شدة ومصائب تنزل كالمطر
قال تعالى (( ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير))
فالمصائب هذه بسبب ذنوبنا وما نزل بلاء إلا بذنب و ما رفع إلا بتوبة
فعندما تضيق عليك الدنيا بما رحبت تذهب إلى فلان و فلانة تشكوا همك ولكن !!! تجد انه مازال بك هذا المصاب
ولو كنت فتحت قلبك لهم و أخرجت كل ما فيه إلا انه لا يزيد من الأمر شيء ولا ينقصه
تجلس بينك وبين نفسك وتتفوه بكلمات منها كقولك تعبت أنا حزين, مللت, حياة مملة لا أطيقها ولا تطيقها نفسي،هموم أغضت مضجعي....
فليس لك بعد كل هذا إلا أن تخر ساجداً بين يدي ربك شاكياً باكياً راجياً فلا منجي إلا هو
فهذه الشدائد التي تعتري المسلم هي خير له في الحقيقة
[عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ
ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا
لَهُ] رواه مسلم
تكفر عنه السيئات وتحط عنه الخطايا
أعلم أيها المبتلى إن الله ما ابتلاك إلا ليرفع درجاتك ويكفر ذنوبك وافرح فما ابتلائك إلا هو باب خير فتح لك كيف ذلك ؟؟
فكلما أحسست بالهم والغم وتوضأت وصليت فهذه طاعة لك اجر بها , تؤجر على مصابك وتؤجر على طاعتك
وأعلم أيها المبتلى إنه ما ابتلاك إلا لـيسمع صوتك بالدعاء فالدعاء هو
العبادة , وكذلك لعله أصابك بهذا المصاب ورفع عنك مصاب أخر اشد
ولعله ما ابتلاك إلا ليرفع مقامك با لأخره , ولعله ابتلاك لحكمة أنت لا تعلمها هو وحده يعلمها سبحانه
إذا هذا البلاء نعمه من الله عليك فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول
الله(ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها)
و عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، عن النبي قال:
( ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ).
والنصب: التعب. والوصب: المرض.
واعلم أيها المبتلى إن بلاءك ومصائبك تدل على عظم أجرك عند الله، إن أنت
صبرت على مرضك وقابلت قضاء الله وقدر بالتسليم والرضا لا بالجزع و التسخط
وماذا يفيدك الجزع و التسخط والتشكي؟! إن ذلك لن يفيدك شيئاً، بل هو يزيد
عليك الألم والضعف والتعب أضعاف أضعاف ما لو كنت صابراً محتسباً
ألا فاحمد الله على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك، ليكفر عنك بها ذنوبك، ويزيد لك في حسناتك، ويرفع بها درجاتك
واعلم إن من فوائد المرض والبلاء أنه يبين للإنسان كم هو ضعيف مهما بلغت
قوته، فقير مهما بلغ غناه، فيذكره ذلك الشعور الذي يحس به عند مرضه بربه
الغني الذي كمل في غناه، القوي الذي كمل في قوته، فليلجأ إلى مولاه بعد أن
كان غافلاً عنه، ويترك مبارزته بالمعاصي بعد أن كان خائضاً فيها.
كذلك من فوائد المرض والبلاء أنه يريك نعم الله عليك كما لم ترها من قبل،
ففي حال المرض يشعر الإنسان شعوراً حقيقياً بنعمة الصحة، ويشعر أيضاً
بتفريطه في هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه سنين طوالاً، وهو مع ذلك لم
يؤد حق الشكر فيها، ومن ثم يعاهد ربه فيما يستقبل من أمره أن يكون شاكراً
على النعماء، صابراً على البلاء.
ولا شك أن كل من سلم فيما أصابه ، وترك ما نهي عنه ، فلا مقدار لأجره
لذلك فلنتفكر بهذا الحديث
حدثني أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تنصب الموازين فيؤتى
بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين وكذلك الصلاة والحج ويؤتى بأهل البلاء
فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر بغير حساب قال
الله تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)حتى يتمنى أهل العافية
في الدنيا أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل)
فكيف بمن زاد على بلاءه في حسناته من قربات لله
( يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو
أزيد , ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر , ومن تقرب لي شبرا ,
تقربت منه ذراعا , ومن تقرب لي ذراعا تقربت له باعا , ومن أتاني يمشي أتيته
هرولة , ومن لقيني بتراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة)
فجزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي
فالشدائد فيها رفعه في الدرجات إن خالطها الصبر, فلنحمد الله على كل حال فمن زاد في دينه زيد له في بلاءه.
الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا
اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد،،،
أحبتي إن الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده المؤمنين ليظهر ما في نفوسهم من
الخير، ويرفع درجاتهم عنده، ويكفر عنهم سيئاتهم، قال تعالى (احسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ،ولقد فتنا الذين من قبلهم فلنعلمن
الذين صدقوا و لنعلمن الكاذبين)
فعندما تنزل الشدائد بالمسلم تدور عليه رحى الحرب، وكيد الأعداء، و يتجمع عليه معسكر الشر، ويكون في ذلك شدة ومصائب تنزل كالمطر
قال تعالى (( ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير))
فالمصائب هذه بسبب ذنوبنا وما نزل بلاء إلا بذنب و ما رفع إلا بتوبة
فعندما تضيق عليك الدنيا بما رحبت تذهب إلى فلان و فلانة تشكوا همك ولكن !!! تجد انه مازال بك هذا المصاب
ولو كنت فتحت قلبك لهم و أخرجت كل ما فيه إلا انه لا يزيد من الأمر شيء ولا ينقصه
تجلس بينك وبين نفسك وتتفوه بكلمات منها كقولك تعبت أنا حزين, مللت, حياة مملة لا أطيقها ولا تطيقها نفسي،هموم أغضت مضجعي....
فليس لك بعد كل هذا إلا أن تخر ساجداً بين يدي ربك شاكياً باكياً راجياً فلا منجي إلا هو
فهذه الشدائد التي تعتري المسلم هي خير له في الحقيقة
[عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ
ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا
لَهُ] رواه مسلم
تكفر عنه السيئات وتحط عنه الخطايا
أعلم أيها المبتلى إن الله ما ابتلاك إلا ليرفع درجاتك ويكفر ذنوبك وافرح فما ابتلائك إلا هو باب خير فتح لك كيف ذلك ؟؟
فكلما أحسست بالهم والغم وتوضأت وصليت فهذه طاعة لك اجر بها , تؤجر على مصابك وتؤجر على طاعتك
وأعلم أيها المبتلى إنه ما ابتلاك إلا لـيسمع صوتك بالدعاء فالدعاء هو
العبادة , وكذلك لعله أصابك بهذا المصاب ورفع عنك مصاب أخر اشد
ولعله ما ابتلاك إلا ليرفع مقامك با لأخره , ولعله ابتلاك لحكمة أنت لا تعلمها هو وحده يعلمها سبحانه
إذا هذا البلاء نعمه من الله عليك فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول
الله(ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها)
و عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، عن النبي قال:
( ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ).
والنصب: التعب. والوصب: المرض.
واعلم أيها المبتلى إن بلاءك ومصائبك تدل على عظم أجرك عند الله، إن أنت
صبرت على مرضك وقابلت قضاء الله وقدر بالتسليم والرضا لا بالجزع و التسخط
وماذا يفيدك الجزع و التسخط والتشكي؟! إن ذلك لن يفيدك شيئاً، بل هو يزيد
عليك الألم والضعف والتعب أضعاف أضعاف ما لو كنت صابراً محتسباً
ألا فاحمد الله على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليك، ليكفر عنك بها ذنوبك، ويزيد لك في حسناتك، ويرفع بها درجاتك
واعلم إن من فوائد المرض والبلاء أنه يبين للإنسان كم هو ضعيف مهما بلغت
قوته، فقير مهما بلغ غناه، فيذكره ذلك الشعور الذي يحس به عند مرضه بربه
الغني الذي كمل في غناه، القوي الذي كمل في قوته، فليلجأ إلى مولاه بعد أن
كان غافلاً عنه، ويترك مبارزته بالمعاصي بعد أن كان خائضاً فيها.
كذلك من فوائد المرض والبلاء أنه يريك نعم الله عليك كما لم ترها من قبل،
ففي حال المرض يشعر الإنسان شعوراً حقيقياً بنعمة الصحة، ويشعر أيضاً
بتفريطه في هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه سنين طوالاً، وهو مع ذلك لم
يؤد حق الشكر فيها، ومن ثم يعاهد ربه فيما يستقبل من أمره أن يكون شاكراً
على النعماء، صابراً على البلاء.
ولا شك أن كل من سلم فيما أصابه ، وترك ما نهي عنه ، فلا مقدار لأجره
لذلك فلنتفكر بهذا الحديث
حدثني أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تنصب الموازين فيؤتى
بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين وكذلك الصلاة والحج ويؤتى بأهل البلاء
فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر بغير حساب قال
الله تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)حتى يتمنى أهل العافية
في الدنيا أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل)
فكيف بمن زاد على بلاءه في حسناته من قربات لله
( يقول الله عز وجل في الحديث القدسي : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو
أزيد , ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة مثلها أو أغفر , ومن تقرب لي شبرا ,
تقربت منه ذراعا , ومن تقرب لي ذراعا تقربت له باعا , ومن أتاني يمشي أتيته
هرولة , ومن لقيني بتراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة)
فجزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقي
فالشدائد فيها رفعه في الدرجات إن خالطها الصبر, فلنحمد الله على كل حال فمن زاد في دينه زيد له في بلاءه.
كتبه / نسرين السعدون